تقوم العلاقة الزوجية علي عدة أسس مثل المودة و المحبة و الاحترام و التفاهم ، و لكن مع مرور الوقت و التعرض و مواجهة الكثير من المشكلات و الخلافات و عندما يتفاقم الآمر و لا يوجد حل للحد من الخلافات الكثيرة و أصبح صعب البقاء معا تحت سقف واحد فيلجئوا إلي الطلاق ، و الطلاق هو حل عقد الزواج و قد يكون هو الحل الأمثل لكلا الطرفين ، و لكن هناك الكثير من الآثار السلبية التي يتركها الطلاق علي الشريكين و نظرة المجتمع لهما و يصبح الآمر أكثر سوءً إذا كان لديهم أطفال حيث أن الطلاق يؤثر علي نفسيتهم و يسبب لهم الكثير من المشاكل مما يؤثر علي شخصيتهم و تصبح مشاعرهم غير مستقرة و غير متزنة .
محتويات الصفحة
أسباب تؤدي إلى الطلاق
هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلي الطلاق فمثلا عندما يقضي احدي الشريكين معظم وقته في العمل للتهرب من شريكة حيث يفضل البقاء في العمل علي قضاء الوقت مع الطرف الآخر أو للذهاب للمنزل فيجب الوقوف عند هذه النقطة و التساؤل عن سبب هذا الفعل ، و عندما تنعدم الثقة بين الطرفين و يبدأ الشك في الشريك فذلك مؤشر علي عدم صحة العلاقة و إنها لن تستمر كثيراً فالثقة من أهم أساسيات العلاقة الزوجية ، و إذا كان احدي الطرفين يفضل قضاء معظم الوقت مع أصدقائه بدلا من قضاءه مع شريك فهذا يدل علي وجود مشكلة في العلاقة ، و إذا كان احدي الطرفين يتغزل في شخص آخر و يفضل قضاء الكثير من الوقت معه فهذا يدل علي وجود خلل و يجب تقييم العلاقة جيداً ، يجب أن يكون كلا الطرفين مقتنعين بصفات و طباع بعضهم البعض و متفاهمين قبل الزواج لان لا احد يتغير مع الزمن و هذا احدي أسباب الطلاق الشائعة ، و عندما تختفي لغة التواصل و يكون فتح حديث للنقاش صعب فلن يستمر هذا الزواج فالتواصل من أهم علامات الزواج الناجح ، إن الزوجين السعيدين يستمران معا لأنهما يرغبان في ذلك و لكن إذا كان احدي الطرفين يستمر لأي سبب آخر فهذا يؤدي إلي سوء الآمر أكثر ، إن المشاكل المالية تعد من أهم و أشهر الخلافات الزوجية فيجب استشارة خبير مالي لمعالجة الآمر قبل أن يتفاقم ، إذا كان هناك خلاف حول طريقة تربية الأولاد فيجب استشارة المتخصصين في هذا المجال من اجل الوصول إلي طريقة وسط ترضي كلا الطرفين ، إذا كان احدي الطرفين يقلل من احترام و تقدير شريكه و يسخر منه فذلك أيضا يؤدي إلي تدمير العلاقة الزوجية .
علامات تدل على فشل العلاقة الزوجية
أن حدوث الكثير من الخلافات و المشكلات بين الزوجين آمر طبيعي و يحدث في كل منزل ، و يرجع ذلك إلي وجود العديد من الاختلافات و الفروق بين الزوجين لان لكل طرف صفاته و طباعه الشخصية التي تختلف عن شريكه ، فكل أسرة هناك ما يعكر صفوها و يجعل أطرافها يعيدون النظر في حساباتهما و حياتهما ، و لكن مع ذلك فليس كل خصام أو مشاجرة دليل علي فشل العلاقة الزوجية ، فهناك بعض الأدلة و العلامات التي تؤكد علي صعوبة استمرار الزواج .
علامات و أدلة تؤكد فشل الزواج
هناك بعض الأدلة و العلامات الواضح التي تؤكد علي أن العلاقة الزوجية يجب أن تنتهي فليس لها مستقبل ، فمثلا إذا كان احدي الشريكين يشعر بالوحدة طوال الوقت فذلك يدل علي عدم نجاح الزواج ، فيلجأ هذا الطرف إلي الانغماس في العمل لساعات متأخرة حتي لا يتقابل مع شريكة كثيراً و البعض الآخر يبذل جهد من اجل ملء أوقات فراغه حتي في عطلة نهاية الأسبوع لتفادي لقاء شريكه ، و تجد السيدات المتعة فقط في الخروج مع صديقاتها و التسوق و التجول و لا تحب الخروج مع زوجها لأي سبب ، و من ضمن الأسباب إذا أصبح الحديث و التواصل معاً شبه معدوماً و لا تشعرين معه بالمرح و السعادة مهما بذل من جهد لإسعادك ، و إذا كان حديثه معك ثقيل و تفضلين الصمت علي الاستماع له فذلك يدل علي انهيار العلاقة الزوجية ، و إذا كان اقل خطأ منه يثير أعصابك و يفقدك ثوابك و أصبحتِ تترقبين هفواته من اجل الانفجار به فهذا يدل علي وجوده مشاعر سلبيه بداخلك اتجاهه فعدم القدرة علي تحمل أخطاء الشريك يدل علي أن مخزون الحب قد نفذ ، و أيضا عندما تفضلين الانغماس في العمل و مشاكله بدلا من التحدث معه و الرد علي اتصالاته و رسائله فذلك يدل علي انه لم يعد هناك ود و محبه ، و من علامات فشل العلاقة الزوجية إن احدي الشريكين يكره نفسه و يحتقرها و يشعره بالدنيوية و يصبح حاقد علي ذاته و يرجع هذا الشعور في كثير من الأحيان إلي الشريك و طريقة تعامله .
البرود العاطفي بين الزوجين
يعاني الكثير من الأزواج و الزوجات من مشكلة الجفاف العاطفي و التي أصبحت شائعة بكثرة في يومنا هذا ، فالجفاف العاطفي هو البرود في المشاعر و الملل و الروتين و الركود الذين يسيطر علي الحياة العاطفية بين الزوجين ، و من أعراضه الصمت الدائم معظم الوقت و الأفعال و الأقوال الخالية من المشاعر و الحب و المودة التي يفترض أن تكون من أسس العلاقة الزوجية من اجل حياة سعيدة طويلة الأمد .
أسباب مشكلة البرود العاطفي
يعتبر البخل العاطفي من أوائل الأسباب التي تؤدي إلي الجفاف العاطفي بين الزوجين ، و من أسباب البخل العاطفي انشغال الزوج طوال الوقت في العمل أو اهتمامه بالخروج و اللهو مع أصدقاءه و إهمال زوجته ، و قد يرجع السبب إلي نشئه الزوج فإذا تربي في بيئة جافة العاطفة لا يمكن أن يقدم لزوجته الحب و الحنان ، و علي الجانب الأخرى فيمكن أن تكون الزوجة هي السبب في البخل العاطفي و ذلك يحدث عندما تكون اهتمامات الزوجية بالماديات و تربية الأولاد و تتجاهل احتياجات و رغبات الزوج النفسية و العاطفية ، مما يدفع الزوج إلي البعد عنها و البحث عن طرق أخري لإشباع احتياجاته ، و أحيانا يرجع البخل في العاطفة إلي أن كل طرف كان يتوقع من شريكه حياة زوجية مختلفة مع المبالغة في التوقعات و ما كان ينتظره من الشريك و التي تتحطم بعد الزواج تماما وسط كثرة المسئوليات و الالتزامات ، مما يدفع الطرفين بالابتعاد عن بعضهما البعض و نسيان الرحمة و المحبة و المودة و تتحول حياتهما إلي روتين ، و تعتبر الرفاهية الزائدة أيضا سبب من ضمن أسباب البخل العاطفي فالزوج يريد أن تكون زوجته مثل النساء التي يشاهدهن علي التلفاز طوال اليوم ، و تريد الزوجة أن يكون زوجه شبيه بنجوم المسلسلات التركية و الأفلام الهندية في اهتمامه بها و رقته ، مما يؤدي إلي ظهور الخلاف و الشجار بينهما .
حل مشكلة الجفاف العاطفي
بما أن الجفاف العاطفي مسئولية الشريكين فيجب عليهما الاتفاق من اجل التخلص منه و إعادة بناء الحياة العاطفية بينهما ، و هذا الآمر يحتاج إلي بعض الوقت و الإصرار و العزيمة و الصراحة ، و يجب تخصيص بعض الوقت للزوج بعيد عن الأبناء و الاهتمام به و تلبيه احتياجاته و رغباته ، طاعة الزوجة لزوجها و اهتمام الزوج علي إسعاد زوجته ، مع الحرص علي التجديد و البعد عن الروتين .
متى يكون الطلاق الحل الأنسب للزوجين
إن الطلاق ابغض الحلال عند الله ، و قد كان الطلاق في الماضي شيء نادر اللجوء له و لا يحدث كثيراً فقد كان يؤثر بالسلب علي الزوجين و حياتهم القادمة و خاصة المرأة فكان يعتبر آمر معيب و مهين فينظر البعض إلي المرأة على أنها وصمة عار و شيء مستعمل سابقاً لم يعد احد يرغب به ، و لذلك كان تستمر بعض الزوجات في زواجهن حتي و أن كانت تعيسة لكي لا ينظر إليها المجتمع بهذه النظرة القاتلة ، أما في عصرنا الحالي أصبح قرار الطلاق سهلاً جداً و منتشرة بطريقة مخيفة حتي انه أصبح أسهل من قرار الزواج نفسه ، فنري أي زوجين يتعرضا لمشكلة ما يلجئون إلي الطلاق بكل تصميم و عزم كل للمشكلة ، و لكن الطلاق لا يكون هو الحل عند التعرض لأي مشكلة .
أسباب الطلاق
هناك بعض الحالات التي يكون فيها الطلاق هو الحل الأنسب لكلا الطرفين فقد أصبحت الحياة بينهما صعبة و متعبة و من المستحيل الاستمرار معاً تحت سقف واحد و لكن يكون الطلاق الحل الآخر عندما لا يوجد شيء آخر يمكن فعله ، فمثلا إذا كان هناك دليل علي وجود خيانة الزوج فحاولي معرفة السبب وراء ارتكابه للزنا و إذا كانت المشكلة متعلقة بكما و لا يوجد لها حل فمن الأفضل الطلاق و إذا تم إيجاد حل للمشكلة و لكن لم ترجع الحياة كما كانت من قبل فيفضل الطلاق ، و إذا كنتِ تتعرضين للإساءة الجسدية و العنف عند الخلاف و الشجار فيجب الانفصال عن شريكك لأنه يعتمد علي سلوكه العدواني فقد و يفتقر إلي لغة الحديث و الحوار البناء و إذا لم تكن لديكِ القدرة علي التواصل مع زوجك بشكل صحيح يمكنك استشارة المتخصصين لمسعدتكما في تعلم سبل التواصل ، و إذا كان الشريك مدمن و يتعاطى الكحول و المخدرات و يرفض الذهاب إلي مركز إعادة تأهيل لتلقي العلاج فيجب الانفصال عنه فوراً ، و إذا كان الزوج يهمل زوجته و أولاده و يرفض تحمل المسئولية فلن يجدي الاستمرار نفعاً حتي و أن بذلتي كل جهدك من اجل إنجاح الزواج .
آثار الطلاق علي الأطفال
و يعتقد البعض إن انفصال الزوجين سيؤثر بالسلب علي الأطفال و لكن علي العكس فالأطفال سيتأثرون أكثر إذا استمروا في العيش بمنزل يحيطه التوتر و العدائية و العنف و الإهمال مما يؤثر علي نفسيتهم و طباعهم و تعاملاتهم ، و لكن الطلاق علي المدى البعيد سيجعلهم يعيشون حياة هادئة و متزنة بدلا من العيش مع والدين غير سعيدين .